دليل آفات وأمراض المحاصيل الزراعية في الجمهورية اليمنية وطرق مكافحتها
يُعد انجاز دليل آفات وأمراض المحاصيل الزراعية في الجمهورية اليمنية وطرق مكافحتها من أهم الكتب العلمية التي سيستفيد منه كافة المزارعين وباعة المبيدات وطلاب وخريجي كليات الزراعة؛ حيث سيساعدهم على تشخيص الإصابة وتحديد طرق المكافحة الزراعية المتكاملة والكيماوية وتخفيف الكثير من الأخطاء الحاصلة لدى متداولي المبيدات والمزارعين وكما سيسهم في زيادة الوعي الوقائي بما جاء فيه من بيانات ومعلومات وتوصيات وإرشادات بنيت كلها من الواقع والبيئة اليمنية كأول دليل مكافحة للآفات والأمراض النباتية بالجمهورية اليمنية بهدف تنمية زراعية شاملة.
وقد ازدادت التقنيات الحديثة تقدمًا في هذا العصر وازدادت معها مصادر التلوث البيئي كمًا وكيفًا. إنها ضريبة التقدم الحضاري فبقدر اهتمامنا بهذا التقدم التقني، يجب أن يكون اهتمامنا بحماية البيئة المحيطة بنا من آثاره تحقيقًا للغاية الأساسية التي ترمي إليها كل أسباب التطور العلمي ألا وهو الإنسان هذا المخلوق الذي كرمه الله عز وجل وجعله خليفته في الأرض.
إن استخدام المبيدات بكافة أشكالها بمختلف مجالات استعمالها، ليس إلا شكلًا من أشكال التطور العلمي والتقني، فقد حقق هذا الاستخدام زيادة فاعلة في إنتاج الغلال والخضار والفاكهة من خلال السيطرة على الآفات والأمراض التي تصيبها، وإبقاء نسبة الإصابة بها دون مستوى المعدلات الاقتصادية للضرر، كما أن استخدام المبيدات حقق للإنسان درجة عالية من الحماية والوقاية ضد أخطار بعض الحشرات والآفات الناقلة للأمراض الخطيرة.
إلا أن هذه المبيدات من وجه آخر، تعد أحد مسببات تلوث البيئة، وذلك في غياب التقيد بالأسس العلمية الصحية المنظمة لهذا الاستخدام، فهي بذلك سيف ذو حدين: حد في صالحنا والآخر في مواجهتنا.
إن الجهل بأساليب الاستخدام الأمثل للمبيدات وطرق الوقاية من أضرارها يفضي إلا أن يصبح الفنيون القائمون عليها مع عامة الناس عرضة لأذاها.
وعندما اكتشف الإنسان المبيدات الكيميائية واحدًا بعد الآخر، كانت اكتشافاته وليدة الحاجة، فالحاجة كما يقال أم الاختراع، وكان الأمل أن تكون هذه المبيدات حلًا لمشكلة قضت مضجعة وهي مشكلة الآفات على اختلافها واختلاف عوائلها، ولم يخطر بباله آنذاك أن هذا الحل المدهش في نتائجه الأولية سيصبح يومًا ما مسلكة قائمة بذاتها تحتاج إلى حل.
ولاريب أن اكتشاف المبيدات واستخدامها فيما بعد قد كان أمرًا لازما لمواجهة خطر الآفات التي ظهرت واشتدت أضرارها عبر السنين على الزراعات الكثيفة وسرعة وسائل النقل وكثرة التبادلات التجارية وما يرافها من انتقال لهذه الآفات إلى بيئات جديدة، وكذلك نتيجة للتوسع الهائل في المساحات المزروعة، ولتعاقب زراعة المحاصيل ذاتها في أرض محددة، بل تعدت أضرار الآفات غذاء الإنسان وحاجياته ومواشيه لتصل إلى ذاته، نظرًا لتسببها في نقل الأوبئة والأمراض الخطيرة.
وقد أمكن باستخدام المبيدات الكيميائية تحقيق نتائج باهرة في إيقاف كثير من الأمراض، من خلال القضاء على مسبباتها ووقف انسيابها أو انتشارها في أماكن كثيرة من العالم مثل التيفوس والملاريا والجرب وغيرها الكثير.
ولم يكن الواقع بحجم الآمال المعقودة والتطلعات المنشودة من المبيدات عند بدء استخدامها، فقضائها على الآفات لم يكن مبرمًا، وأثبتت التجارب أنه لن يكون، فالكائنات الحية المتعايشة في البيئة – والآفات منها – تبحث عن الوجود واستمرار الحياة، ولكل منها طريقته وأسلوبه وقد كانت لهذه الآفات طريقتها الخاصة، فظهرت منها سلالات مقاومة للمبيدات، فكان ذلك هو ردها الحيوي على السلاح المدمر الذي استخدمه الإنسان ضدها وهو المبيدات الكيميائية الأمر الذي هيأ لها الاستمرار والبقاء بإذن الله، وفرض استمرار الصراع بينها وبين الإنسان على استمرار الحياة، وهكذا بدأ الإنسان يبحث عن مبيدات جديدة أكثر تخصصًا، وبدأ ينوع في أساليب المواجهة ضد هذا العدو الخطير الذي يهدد سلامته وأمنه الغذائي.
وما برح استخدامه للمبيدات الزراعية يحتل مرتبة الصدارة بين أسلحة المواجهة، وأخذ يستخدمها بكثر دون التنبه إلى الأخطار المحدقة بسلامة البيئة التي تحيط به جراء هذا الاستخدام المكثف وما يرفقه من أخطار فادحة في أساليب استخدام المبيدات وتداولها، وهذه الأخطار التي تناقلها البعض عن الآخر نتيجة الجهل المطبق وعدم التقيد بالتعليمات والمحظورات الخاصة بكل مبيد، وغياب الإشراف الدقيق من قبل الجهات الرقابية في العديد من دول العالم على تصنيع وتعبئة واستيراد وتسجيل واستعمال المبيدات على اختلافها وبقي الاستخدام الأمثل لهذه المواد الخطرة مجرد كلمات مقروءة أو مسموعة لم تجد طريقها إلى التنفيذ إلا نادرًا.
ومن الأهمية بمكان أن نعلم جميعًا أنه لا يوجد مبيد يخلو نهائيًا من الخطورة على الإنسان والبيئة، بل إن الخطر عامل مشترك بين مختلف أنواع المبيدات مهما تنوعت مجموعاتها الكيميائية، أو اختلفت صفاتها الفيزيائية، أو تباينت أسماؤها التجارية وأسماؤها الشائعة، أو تعددت مجالات استعمالها، إلا أن درجة الخطورة تبقى أمرًا نسبيًا، تشتد في بعضها وتخف في بعضها الآخر ولكنها لا تنعدم بأي حال.
وتنتج المبيدات وتسوق بعدة صيغ مختلفة، وما هي إلا مخاليط كيميائية تستخدم لقتل أو طرد وتنفير أو التحكم في نوع أو أنواع مختلفة من الأفات والحشرات وغيرها، حيث يعرف ذلك المكون من تركيب المبيد المسئول عن قتل أو طرد وتنفير أو التحكم في الآفات والحشرات بالمكون الفعال Active Ingredient وأخرى تعرف بالمكونات الخاملة Inert Ingredient مثل المذيبات Solvents ومعززات للفعالية Boosters Adjuvant والمالئات Fillers والتي عادة ما يتراوح وجودها في المبيد بين 0 إلى 99% من أجمالي مكونات المزيج أو الخليط الكيميائي للمبيد، على الرغم من خطورتها والتي قد تصل إلى موت الإنسان.
كما تختلف الحساسية تجاه المواد السامة من فرد لآخر في أي مجتمع، فعند التعرض لمبيد ما فإن نسبة من الأفراد الأكثر حساسية لهذا المبيد تموت، ومع زيادة نسبة المبيد يموت عدد أكبر من الأفراد حتى تصل إلى كمية من المادة السامة (المبيد)، تقتل معظم أفراد المجتمع، علمًا بأن الفرق ما بين الجرعة التي يبدأ عندها ظهور الموت بنسبة أعلى من المعدل الطبيعي، وتلك التي تعرض لها معظم أفراد المجتمع يعرف بمجال الجرعة السامة Dosage – mortalit Dosage – mortality range ويعبر عن السمية بما يسمى الجرعة القاتلة الوسطى أو النصفية ويرمز لها LD50 اختصارًا للتعبير الإنجليزي Lethal Dose50 وهي كمية المبيد / الجرعة اللازمة لتقتل 50% من أفراد المجتمع المتعرض له.
كما لوحظ بأن هناك زيادة سنوية في الإعتماد على المبيدات في مكافحة الآفات تقدر 5% وهناك توجه من قبل المزارعين نحو الإعتماد الكلي على المبيدات وترك كل الطرق والأساليب القديمة التي كان المزارع اليمني يعتمد عليها في مكافحة الأفات وهذا توجه خاطئ يقع فيه الكثير من المزارعين لأن هناك أساليب كثيرة لازالت فعاله ويفترض الاعتماد عليها للتخفيف من أضرار المبيدات.
ويعتبر التغير الحاصل في التركيب المحصولي في البلاد وخروج المناخ عن المألوف إضافة للاستخدام العشوائي للمبيدات أسباب تؤدي إلى ظهور آفات جديدة وتساعد على تحول آفات ثانوية إلى آفات وبائية مدمرة للمحاصيل وفي ظل هذه الأوضاع واجه المزارعين نوعين من الآفات أحدهما مثلت خطرًا دائمًا على النباتات لأنها تهاجم المحاصيل في كل المواسم الزراعية حيث تعود المزارعين على التعامل مع هذا النوع من الآفات، والثانية تعتبر خطر مؤقت لأن ظهورها يكون اعتمادًا على المناخ السائد خلال ذلك الموسم.
ويواجه المزارعين مشاكل كبيرة في مكافحة هذه الآفات مما سبب خسائر كبيرة في المحاصيل الزراعية حيث كانت ضمن السياسات الخاطئة أن يعتمد المزارعين على الدولة في مكافحة الآفات فنرى الأفات تقضي على المحاصيل والمزارعين منتظرين الدولة تأتي وتكافح هذه الآفات ويفوت الموسم ولا تمت مكافحة في ظل ضعف الإرشاد الزراعي والإرشاد الوقائي والوعي المجتمعي، وبعد انطلاق الجبهة الزراعية العام الماضي برعاية اللجنة الزراعية والسمكية العليا ومؤسسة بنيان التنموية وتم تشكيل اللجان الزراعية وفرسان التنمية وفق آلية عمل أساسها تفعيل المجتمع ونشر الوعي المجتمعي وحشد موارد المجتمع وتفعيلها التفعيل الأمثل في كل المجالات التنموية، وفيما يخص مكافحة الآفات والأمراض النباتية نفذت العديد من الحملات بمشاركات مجتمعية وبأقل التكاليف وهناك قصص نجاح ومن هنا انطلقت فكرة الوحدة المجتمعية لمكافحة الآفات والأمراض النباتية بالجمهورية اليمنية وفق عملية تشاركية بين المجتمع والحكومة من خلال إشراك معدات وآليات الرش والسيارات ووسائل النقل لدى المجتمع والحكومة من خلال إشراك معدات وآليات الرش والسيارات ووسائل النقل لدى المجتمع والحكومة لتنفيذ حملات المكافحة للآفات النباتية في مناطق الزراعة بالمحافظات لضمان الإستمرارية، وإطلاق المبادرات المجتمعية والإهتمام بالجانب الزراعي سعيًا للإكتفاء الذاتي.
أخيرًا لا يسعدني إلا أن نشكر كل من ساهم في إعداد وإنجاز هذه الدليل بعلمه وعمله والذي سيسهم في زيادة الوعي الوقائي بما جاء فيه من بيانات ومعلومات وتوصيات وإرشادات بنيت كلها من الواقع والبيئة اليمنية وصولًا لتنمية زراعية شاملة.
المهندس / هلال محمد الجشاري – مدير عام وقاية النبات
إعداد
م/ علي محمد محرز
م/ أحمد سيف عبدالحق
إشراف
م/ هلال محمد الجشاري
محتويات كتاب دليل آفات وأمراض المحاصيل الزراعية في الجمهورية اليمنية وطرق مكافحتها
- إحتياطات الأمان التي يجب اتباعها أثناء التعامل مع المبيدات في مختلف المراحل.
- طرق مكافحة الآفات.
- آفات وأمراض محاصيل الفاكهة.
- آفات وأمراض محاصيل الخضار.
- آفات وأمراض المحاصيل البقولية.
- آفات وأمراض المحاصيل القرعية.
- آفات وأمراض المحاصيل الزيتية.
- آفات وأمراض محاصيل الأعلاف.
- آفات وأمراض محاصيل الحبوب.
- آفات وأمراض المحاصيل النقدية.
- الوسائل التقليدية التي اتبعها المزارع اليمني قديمًا في مكافحة الآفات.