كتاب كوكب الحشرات
نشوء الحشرات وصعودها
الأرض كوكب تملؤه الحشرات بكثرة، فحتى اليوم اكتشف من أصناف الحشرات المختلفة نحو مليون نوع مستقل، وأعطيت أسماءها، فإذا ذكرنا شيئًا من ذلك على عدد الحروف الأبجدية (الإنجليزية) فستندهش لكثرة تنوعها، إذ نجد مثلًا : النمل ، وفراشات جناح الطير ، والصراصير ، وجعلان الروث ، وحشرات أبي مقص ، والذباب ، والجنادب ، وقمل الرأس ، والديدان القياسة ، والخنافس الخضراء ، والجنادب الأمريكية ، والدعاسيق ، والسراعيف ، والبرغش شبكي الجناح ، وذبابة البومة ، وزيز الفصول ، والأرضة الملكة ، وقراد النخل الملكي ، والذباب المنشاري ، والتربس ( قمل النبات ) ، وعثث الأجنحة الخبيئة ، وبراغيث الشطان المخملية ، وناسجات الشبك ، والذباب المنشاري الخنجري، والزنابير طفيلانيات الأرضة، إلا أن كل ذلك ليس إلا نزارًا يسيرًا منها، فهو ليس سوى المدخل إلى بيت النحل (مجازًا) كما أن معظم أنواع الحشرات لم تُعط اسمًا بعد، فيقدر العلماء أن عدد الأصناف المختلفة من الحشرات التي تحيا في الغابات الاستوائية ربما كان في حدود عشرات الملايين، وسواء كنت من محبي الحشرات أو من كارهيها، فإن مما يثير إعجابنا بها تنوعها ونجاحها في مختلف البيئات.
فالحشرات كثيرة النسل جدًا، لدرجة أن ليس من شديد المبالغة القول إنها تحكم كوكبنا؛ بما في الكلمة من معنى. فغرورنا هو ما يجعلنا نظن في أنفسنا نحن البشر أننا من يحكم الأرض؛ بما لنا من مدن، وحضارات وتكنولوجيا، لكن ما نقوم به يبدو أقرب إلى تدمير الكوكب منه إلى إصلاحه؛ إننا أشبه بنوع حي غشوم يندفع بتهور على الأرض، ولو أن البشر انقرضوا فجأة، لتحسنت ظروف الحياة لمعظم الكائنات تحسنًا عظيمًا، مع قليل من الاستثناءات، من قبيل حشرات قمل الجسم وقمل العانة، ومن جهة أخرى، فلو أن الحشرات كلها انقرضت، مثلما يقول إدوارد ويلسون؛ عالم الحشرات الشهير من جامعة هارفارد “ستتهاوى بيئة الأرض لتصبح فوضى عارمة” لم تتطور حضارات الإنسان إلا مؤخرًا؛ أي في بضعة آلاف السنين السابقة، أما الحشرات، فقد نشأت مع نشوء المنظومات البيئية على اليابسة، على مدى أربعمائة مليون سنة. هي كائنات أساسية من الناحية البيئية، فمنها القمامات، ومنها القائمات بإعادة التدوير الغذائي، ومنها العاملات على إنتاج التربة؛ إنها تتغذى عمليًا وتنتفع بكل صنف يمكن تصوره من المادة العضوية، فآكلات المخلفات ذات الأرجل الست تقتات بالنباتات الميتة، والحيوانات المينة، وروث الحيوانات، فتزيد بصورة كبيرة معدلات التحلل العضوي لهذه المواد، والحشرات كذلك، سواء منها المفترسات والطفيليات، كائنات أساسية تقتات بأصناف أخرى من الحشرات، من المقتاتات بالنبات والقمامات؛ فتنقص في أعدادها.. إن الحشرات أسوأ أعداء نفسها: فمعظم أصناف الحشرات تتقيد أعدادها بالأنشطة الغذائية للحشرات الأخرى.
سكوت ريتشارد شو
ترجمة
ابتسام بن خضراء
مراجعة : أحمد خريس
أبو ظبي الإمارات العربية المتحدة
محتويات كتاب كوكب الحشرات
رحلة في الزمن مع الحشرات
الكوكب الحشري
صعود المفصليات (العصر الكامبري؛ قبل 541 إلى 485 مليون سنة، والعصر الأردوفيشي قبل 485 إلى 444 مليون سنة
الوصول إلى اليابسة في العصر السيلوري
العصر السيلوري؛ قبل 444 إلى 419 مليون سنة
تحت الحواويات بست أقدام
العصر الديفوني؛ قبل 419 إلى 359 مليون سنة
الرقص في الهواء
العصر الكربوني؛ قبل 359 إلى 299 مليون سنة
محرقة الدهر القديم
العصر البيرمي؛ قبل 299 إلى 252 مليون سنة
ربيع العصر الترياسي
العصر الترياسي؛ قبل 252 إلى 201 مليون سنة
نزهة في حديقة العصر الجوراسي
العصر الجوراسي
العصر الجوراسي؛ قبل 201 إلى 145 مليون سنة
العصر الكريتاسي، إزهار وفناء
العصر الكريتاسي؛ قبل 145 إلى 66 مليون سنة
تأملات في الدهر الحديث
الدهر الحديث؛ قبل 66 مليون سنة حتى أيامنا هذه
فرضية الكون الحشري