نظرة علمية تاريخية عن حشرة البق
الأمراض التي تنقلها حشرات نصفية الأجنحة (البق)
وبالرغم من أن بقة الفراش تعيش مع الإنسان وتتطفل على دم الإنسان أو بعض الحيوانات الأخرى فإننا لا نعرف عنها أنها تنقل مسببات أمراض بين الإنسان أو بين الحيوان، ولكن هناك بعض التقارير والإشارات إلى أنها استعملت في المختبرات في نقل بعض المسببات، ولكن ذلك ليس بالأمر العام ولا الطبيعي.
إن البق القاتل حشرات ذات أجزاء فم ماص، أكثر أنواعها تعيش مفترسة الحشرات والحيوانات الصغيرة الأخرى، وهناك عدة أنواع تعود لتحت العائلة Triatominae، وكل هذه الأنواع تنتشر في أمريكا اللاتينية مثل البرازيل والارجنتين وفنزويلا.. إلخ. بعض هذه الأنواع مهم جدًا والبعض الآخر غير ذي شأن، الأنواع المهمة هي تلك التي تدخل بيوت الإنسان، بينما تلك التي تعيش تحت قلف الأشجار أو في أعشاش الطيور ومغارات الحيوانات البرية لا تشكل خطرًا في نقل الأمراض، إلا أنها قد تعمل بمثابة حيوانات خازنة لمسببات الأمراض.
الأنواع التي تدخل بيوت الانسان تعيش هناك بشكل مستعمرات دائمة، تختبئ في الشقوق والثقوب، لاسيما في البيوت البدائية المبنية من الطين في الريف. في الليل تزحف الحشرات وتبحث عن الغذاء (الدم) مرة إلى مرتين بالأسبوع، ويمكنها أن تقاوم الجوع فترة طويلة حتى لأشهر بدون غذاء. تضع الإناث البيض في أماكن اختبائها، وتحت قطع الأثاث والفراش.. إلخ.
الحوريات تشبه البالغات إلا في الحجم والتكامل الجسمي والنمو المتدرج للأجنحة. النمو بطئ وقد تستمر دورة الحياة من ستة شهور إلى سنتين.
الوصف العام لحشرة البق
تتباين الأنواع بالحجم ما بين 1سم إلى 4سم، رؤوسها طويلة تشبه الخطم، قرون الإستشعار تقع على حافتي مقدمة الرؤوس، تكون طويلة ومكونة من أربع حلقات. الخطم مكون من ثلاث حلقات ومضغوط على السطح البطني للرأس، وعندما تتغذى يمتد الخطم إلى الأمام والأسفل. الحلقة الصدرية الأولى مثلثة وظاهرة، بينما الحلقتان الأخريان مغطيتان بالجناح النصف القاعدي من كل جناح أمامي جلدي وسميك، بينما يكون النصف العلوي غشائيا وكذلك الجناح الخلفي بأجمعه.
الجسم بيضي الشكل، ولا يمكن التمييز بين الجنسين ما عدا أن هناك انتفاخا بسيطا على نهاية الجسم من السطح البطني.
الأجناس التي تضم أنواعًا طبية مهمة هي:
دورة الحياة لحشرة البق
توضع البيوض في أو بالقرب من أماكن السكن والمعيشة مثل الشقوق والثقوب في الجدران والأرض والأسقف والأثاث المنزلي، لاسيما الجدران القديمة الطينية والمهترئة والسقوف المكونة من الأخشاب والغصون، وقد توضع البيوض في جحور القوارض وأماكن تربية الحيوانات وفي أعشاش الطيور.
طول البيضة حوالي 1.5 – 2.5 ملم حمراء أو صفراء أو بيضاء اللون حسب النوع وملساء القشرة. تضع الأنثى 50 – 800 بيضة حسب النوع، وتكون دورة الحياة ذات استحالة متدرجة ومدة الحضانة 7 – 15 يومًا وقد تزيد إلى حد 60 يومًا.
غذاء حشرة البق
الحوريات الجديدة تشبه البالغات ولكنها بدون أجنحة، وتبقى مختبئة لعدة أيام في أماكن فقسها قبل أن تبحث عن الدم للتغذية، تمر الحشرة بخمسة أطوار حورية، وكل طور يحتاج إلى الدم قبل أن يتم الإنسلاخ، تبدأ الأجنحة بالظهور في الطور الرابع ولا تكتمل إلا في البلوغ. الحوريات الأولى شرهة للطعام وتأخذ كميات كبيرة من الدم، حوريات الذكور والإناث على السواء تستعمل الدم، والعضة ليست مؤلمة نسبيًا، وكثير من الأفراد تلفظ البراز أثناء التغذية، وهذه العادة مهمة جدًا في نقل مرض جاغز.تستغرق الحياة من البيضة للبيضة على الأقل من 3 – 3.5 شهور وقد تستغرق حوالي السنة في الظروف العادية، وأحيانًا أخرى قد تستغرق سنتين.
حشرة البق الناقلة للأمراض وأماكن تواجدها
هناك حوالي مائة نوع وتحت نوع في تحت العائلة Triatominaeتعيش في الغابات والمناطق القليلة الرطوبة في الأمريكتين، تتغذى على كثير من الثدييات مثل الجرذان والفئران والقندس والخفافيش والطيور أيضًا، هناك بعض الأنواع التي أصبحت داجنة وتعيش على الحيوانات الداجنة مثل الحمير والماشية والماعز والخيل والخنازير والكلاب وكذلك الإنسان، الأنواع الداجنة تعيش غالبًا في بيوت الإنسان والاسطبلات، وقد تدخل الأنواع الوحشية من الغابات إلى البيوت عندما يعيش الإنسان هناك.
كل الأنواع الموجودة في الأمريكيتين تتمكن من نقل الأمراض، وبالفعل فقد وجد نصف هذه الأنواع حاملًا للطفيليات المسببة للأمراض، أما من الناحية التطبيقية فإن 36 نوعًا فقط مهمة، وهذه تعيش بالقرب من الإنسان وتتغذى عليه بإنتظام، إن كفاءة الناقل تعتمد أيضًا على سرعة التغذية، ولفظ فضلاته على الشخص أثناء التغذية.
الأنواع الهامة من حشرة البق والناقلة للأمراض
إن المرض الذي تنقله هذه الحشرات يسمى مرض جاغز Chagas disease أو داء شاغاس وأحيانًا يسمى مرض التريبا نوسوما الأمريكي، وهو ينتشر في أمريكا الوسطى والجنوبية ويهدد حوالي 10 ملايين نسمة في تلك المناطق. إن المرض مزمن متوطن بين الفقراء وسكان الريف، ليس هناك أدوية شافية حتى الآن في الحالات المتأخرة، وهو يسبب الموت.
طريقة الإصابة والعدوى بمرض شاغاس
إن مسبب المرض قد ينتقل من الأم إلى الجنين أو عن طريق نقل الدم، إلا أن الطريقة الرئيسية والمهمة هي بواسطة أنواع البق الماص للدم والتي تم ذكر أنواعهم سابقًا، وتحصل الحشرات على الطفيليات من الدم المصاب، دم الإنسان أو دم الحيوان، وتستغرق فترة التغذية من 10 إلى 20 دقيقة وقد تلفظ الحشرات (البق) فضلات برازية أثناء التغذية، هناك عدة أنواع من الحيوانات التي تعمل بمثابة حيوانات خازنة وكلها من الثدييات.
غالبًا لا تظهر أعراض للمرض، فالأعراض تظهر متأخرة وبعد فترة طويلة بعد الإصابة باللدغ، وهذا هو محور القلق، وتؤدي الإصابات بين الصغار إلى تحلل عضلات القلب مما يسبب أمراضًا قلبية خطيرة .. أحيانًا يكون الضرر لعضلات القلب مستمرًا ويسبب موت المصاب بعد 15 إلى 50 سنة، ومن الأعراض الأخرى الثانوية التي تحدث للمصاب هي توسع المرئ والمستقيم والقولون مما يسبب أضرارًا بالجهاز الهضمي.
إن المسبب المرضي هو نوع Trypanosoma cruzi وهو من المجموعة التي تنقل عن طريق براز الحشرات الماصة للدم وليس عن طريق العضة اذ أن الطفيلي يمر بجميع أطوار نموه في معدة البق وبعد 6 إلى 15 يومًا يكون الشكل السوطي (ليبتوموناد) موجودًا في قناة الهضم الخلفية في الحشرة.
يدخل الطفيلي إلى جسم الإنسان عن طريق مُنظمة العين أو أي غشاء طلائي خارجي، وقد تدخل عن طريق الجروح الصغيرة التي تسببها الحكة والهرشة أو التي قد يكون سببها عضة الحشرة في الجسم، يترك الطفيلي الدم ثم ينتقل إلى العضلات الداخلية وهناك يفقد السوط ويتكاثر عن طريق الإنشطار الثنائي الطولي، ثم تنمو له الأسواط مجددًا ليدخل إلى مجرى الدم، تتكرر عملية الأنتقال إلى العضلات للتكاثر بين فترة وأخرى، وهناك جزء من دورة الحياة يتم في القانة الهضمية في الحشرة وبعدها بأسبوع أو أسبوعين تظهر الأشكال المعدية في براز الحشرة، تبقى البقة معدية طوال حياتها بدون أن تتضرر.
المراجع
مطبوعات ونشرات قسم الحشرات الطبية بوزارة الصحة المصرية لعام 1987.
الموقع الإلكتروني الخاص بمنظمة الصحة العالمية.