مقدمة في علم الحشرات العام

مقدمة في علم الحشرات العام

– نستطيع وبكل ثقة أن نطلق على هذا الكوكب الذي نعيش عليه اسم ” كوكب الحشرات”، فالحشرات تشكل أكثر من تسعون بالمائة (90%) من أشكال الحياة على كوكب الأرض، الحشرات هي الأكثر تنوعًا من كل الكائنات الحية، حتى الآن يقدر عدد الأنواع التي تم تصنيفها ووصفها ما يقرب من المليون نوع، وعدد الفصائل الغير مصنفة حتى الآن يقدر بحوال 30 مليون!

نستطيع أن نقول أن الحشرات لها وجود في كل أنواع البيئات على كوكب الأرض، والعدد الأقل من الحشرات يتواجد في البيئة المائية  ويسيطر على التواجد الحشري في هذه البيئة طائفة القشريات وهي من مفصليات الأرجل.

تم تصنيف ما يقرب من الخمسة آلاف نوع من اليعاسيب، وألفان نوع من فرس النبي، وعشرون ألفًا من الجناديب، ومائة وعشرة آلاف من النحل والدبابير والنمل، وثلاثمائة وستون ألفًا من الخنافس، ومائة وسبعون ألفًا من الفراشات والعث.

يتقدر العدد النوعي للحشرات المعروفة وغير المعروفة ما بين المليونين إلى مايقرب من الـ خمسين مليونًا!

علم الحشرات يطلق عليه بالإنجليزية Entomology  وهي كلمة يونانية مأخوذة من  “εντομον” بمعنى التجزئة إلى أقسام .

منذ ما يقرب من الـ 435 مليون عام ظهرت الحشرات كأول المخلوقات على سطح الأرض، فهي تعد أيضًا أول الحيوانات الطائرة قبل الزواحف المجنحة بحوالي مائتين مليون عام تقريبًا.

موقع الحشرات في المملكة الحيوانية:

– تنقسم المملكة الحيوانية إلى قبائل، إحداها قبيلة مفصليات الأرجل Arthropodaوالتي يتبعها صف الحشرات Class Insecta الذي يطلق عليه أيضًا صف سداسيات الأرجل Hexapoda، وذلك لأن للحشرة الكاملة ستة أرجل مفصلية، ويعتبر صف الحشرات أكبر صفوف مفصليات الأرجل.

الدلالات المميزة لصف الحشرات:

تتميز الحشرات بصفات تؤهلها للبقاء، فتتميز بتركيب جسماني يمكنها من القيام بالعمليات الحيوية بكفاءة عالية، وتتحور أجزائها المختلفة لتتلائم مع أي ظروف بيئية تعيش فيها..

يمتاز صف الحشرات بالمميزات العامة الآتية :

1-ينقسم الجسم إلى ثلاث مناطق واضحة ومحددة هي الرأس والصدر والبطن ويتصل الرأس بالصدر برقبة غشائية التركيب.

2-يحمل الرأس زوجًا من قرون الاستشعار وزوجًا من العيون المركبة وأحيانًا عيونًا بسيطة وأجزاء الفم.

 

تعمل قرون الاستشعار في الحشرات كأعضاء حسية تهتدي بها الحشرة إلى غذائها، أو إلى جنسها الآخر للتزاوج، أو للتفاهم مع أفراد جنسها، وتتحرك قاعدة قرن الاستشعار على جدار صندوق الرأس في تجويف أو نقرة تعرف بنقرة قرن الاستشعار، يحيط بها صفيحة ( هي صفيحة قرن الأستشعار) يمتد منها نحو مركز النقرة محور ترتكز عليه العقلة الأولى من قرن الاستشعار وهي الأصل، ويليها العقلة الثانية وهي العذق، التي يليها قرن الاستشعار ويعرف بالشمروخ، ويتكون الشمروخ من عقلة واحدة أو أكثر، ويطرأ عليه كثير من التحوارت، ويأخذ قرن الاستشعار أشكالًا مختلفة في الحشرات..

وتمثل العيون المركبة والعيون البسيطة أعضاء الإبصار في الحشرة.

وتختلف أجزاء الفم في تركيبها وفقًا لطبيعة غذاء الحشرة. فقد يكون الغذاء صلبًا فتناسبه أجزاء فم قارضة.. أما إذا كان الغذاء سائلًا فيختلف الوضع فيما لو كان السائل معرضًا لأجزاء الفم أو بعيدًا عنها أو محجوزا داخل مادة جامدة.

فالسائل المعرض تناسبه أجزاء فم من النوع اللاعق، أما السوائل غير المعرضة مثل رحيق الأزهار الذي يتواجد في قاع الزهرة فيناسبها أجزاء فم ماصة، ويحتاج الغذاء السائل المغلف بمادة كالعصير الخلوي مثلًا أو دم الإنساء أو الحيوان إلى أجزاء فم من النوع الثاقب الماص لتثقب هذه المادة الجامدة وتمتص ما بداخلها من سائل الغذاء.

وتعتبر أجزاء الفم القارضة النموذج الأولي الذي تحورت منه بقية أنواع أجزاء الفم في الحشرات، ومثاله أجزاء الفم القارضة في الصرصور الأمريكي

والتي تتمثل بثلاثة أزواج من الزوائد الفمية هي الفكان العلويان، والفكان السفليان، والشفة السفلى، أما الشفة العليا فهي ليست زوائد بل إمتداد من صندوق الرأس في صورة صفحة مميزة. ويتصل بقاعدة الشفة السفلى زائدة تحت البلعوم التي يفتح في قاعدتها قناة الغدة اللعابية المفرزة للعاب.

3- ينقسم الصدر إلى ثلاث حلقات تحمل كل منها من الجهة البطنية زوجًا من الأجل المفصلية، كما يتصل بكل من الحلقتين الصدريتين الثانية والثالثة زوج من الأجنحة.

وتتكون الرجل النموذجية في الحشرات من ستة أجزاء واضحة هي من القاعدة إلى الطرف: الحُرقفة، والمِدْوَرْ، والفخذ والساق، والرُسغ، والرُسغ الأقصى. والأرجل أساسًا مُعدة للمشي أو الجري، إلا أنه قد يطرأ عليها تحورات لأداء وظائف أخرى كالقفز أو العوم أو التعلق أو الحفر.

وتعتبر الأجنحة من الصفات المهمة التي يعتمد عليها في تصنيف الحشرات إلى رتب مختلفة، وأجنحة الحشرات أغلبها غشائية شفافة قد يطرأ عليها تغير في التركيب وخاصة الأمامية منها التي تتحور لحماية الأجنحة الخلفية وقد ينعدم وجود الجنحة كصفة وراثية أساسية، كما في مجموعة تحت صف الحشرات عديمة الأجنحة Apterygotaأو كصفة مُكتسبة لعدم الحاجة إليها كما في القمل والبراغيث.

 

 

4-البطن هي الجزء الثالث من الجسم، وتتكون من إحدى عشرة حلقة ويتصل بالحلقات الثامنة والتاسعة والعاشرة زوائد مفصلية مُعدة لأداء وظائف تناسلية، وقد يُختزل عدد حلقات البطن لأقل من 11 حلقة.

5-تتنفس الحشرات عن طريق قصبات هوائية تفتح للخارج على جدار الجسم بفتحات تعرف بالثغور التنفسية.

6-عادة يحدث النمو بعد الجنيني بتغيرات في الأطوار غير الكاملة قبل وصولها للطور الكامل، ويطلق على هذه السلسلة من التغيرات اسم التشكل Metamorphosis.

ويتركب جسم الحشرة من الجدار الخارجي وهو هيكلها الصلب الذي يدعمها ويحفظ شكلها العام، ويحمي أحشائها الداخلية التي تشمل القناة الهضمية التي تبدأ بفتحة الفم وتنتهي بفتحة الشرج، والوعاء الدموي الظهري لدفع الدم، والجهاز التنفسي الذي يتكون من قصبات هوائية تفتح بفتحات تنفسية على جدار الجسم، والجهاز التناسلي ويتكون من غدد تناسلية تفتح في نهاية الجسم عن طريق قنوات تناسلية، والجهاز العضلي الذي ينتشر بكل الجسم ويتحكم في حركة كل أجزائه، والجهاز العصبي ويتحكم في الحواس، كما ينظم الوظائف الحيوية المختلفة.

الهدف من تصنيف الحشرات هو تبسيط وتسهيل عملية دراستها، وينقسم صف الحشرات Class Insecta إلى تحت صفين Two sub-classes يقع تحت كل منهما عدد من الرتب Ordersوتنقسم الرتبة إلى عدد من العائلات Families والعائلة Familyإلى أجناس Generaوالجنس Genusإلى أنواع Speciesوقد يحتوي النوع الواحد Speciesعلى أكثر من تحت نوع Sub-species.

ويتكون الاسم العلمي لأي حشرة من مقطعين، أولهما هو اسم الجنس ويبدأ بحرف كبير Capital والثاني هو اسم النوع ويبدأ بحرف صغير Small.

وعادة ما يضاف إلى الاسم العلمي للحشرة، وفي نهايته اسم الشخص الذي قام بتسميتها مع وضع خطوط تحت كل من اسم الجنس والنوع إن وجد في حالة الكتابة باليد، أو يكتب اسم الجنس والنوع وتحت النوع إن وجد بحروف مائلة في حالة الطباعة.

وتضم مجموعة الحشرات خارجية الأجنحة رُتب ذباب مايو، والرعاشات، ومستقيمة الأجنحة، وجلدية الأجنحة، وشبكية الأجنحة، والقمل القارض، والقمل الماص، ونصفية الأجنحة، وهدبية الأجنحة.

أما مجموعة الحشرات داخلية الأجنحة فتضم رتب معرقة الأجنحة، وحرشفية الأجنحة، وذات الجناحين، وخافية الأجنحة، وغشائية الأجنحة.