كتاب إنتاج سم النحل
نظرًا لأن قطاعًا كبيرًا من العاملين في مجال تربية النحل وخاصة المبتدئين تنقصه الخبرة في أسلوب تعظيم الفائدة من عائدات طوائف نحل العسل وذلك باستخدام أساليب الإنتاج المتعددة للحصول على عسل النحل في صوره المختلفة بالإضافة إلى إنتاج الشمع وحبوب اللقاح والغذاء الملكي وسم النحل والبربوليس حيث أن إضافة أي منتج من هذه المنتجات إلى عائدات المنحل من إنتاج العسل يمكن أن يدر دخلًا إضافيًا للنحال يضاعف المردود الاقتصادي ويعطي بعدًا جديدًا في مجال تربية النحل بالملكة.
وقد أصبح الآن إنتاج العديد من منتجات النحل الطيبة كحبوب اللقاح والغذاء الملكي وسم النحل والبربوليس هدفًا للنحالين في معظم بلدان العالم لما تحظى به تلك المنتجات من اهتمام لاستخدامها في المحافظة على الصحة والحيوية وعلاج العديد من الأمراض.
كثير من الناس لديهم خوف فطري من لسعات النحل وقد يمنع هذا الخوف أيضًا كثير ممن لديهم ميل للعمل في مجال تربية النحل وإنتاج العسل إلى العزوف عن ممارسة هذه المهنة، ولكن مع معرفة طبائع النحل وسلوكه وكيفية التعامل معه لتلافي لسعاته قد يزول هذا الخوف وتصبح عملية تربية النحل هواية ممتعة ومهنة مفيدة.
ولسع النحل سلوك طبيعي من شغالات نحل العسل كوسيلة للدفاع عن مسكنه عندما يشعر أن طائفته في خطر، لذا يجب على القائم بتربية النحل وخاصة إذا كان مبتدئًا أن يتخذ الاحتياطات اللازمة لتجنب لسع النحل وخاصة في منطقة الوجه واليدين.
والألم الناتج عن عملية لسع النحل ألم يمكن تحمله ما لم تكن هناك أورامًا أو تشوهات في الجسم قد تحدث خاصة إذا كان اللسع في المنطقة المحيطة بالعين أو الشفة غير أن الآثار المترتبة عن تهيج المنطقة وتورمها نتيجة لسع النحل تقل حدتها بمرور الزمن نتيجة اكتساب النحال مناعة مع تكرار تعرضه للسع النحل أثناء قيامه بالعمل في رعاية منحله.
وعملية اللسع والتي تقوم بها الشغالات الحارسة عند بلوغها عمر 18 – 21 يومًا تعتبر جزءً من سلوك الدفاع عن الطائفة حيث تشير رائحة التحذير المنبعثة من الشغالات اللاسعة إلى إثارة مزيد من الشغالات للدفاع فتنتشر تلك الرائحة بشكل أكبر بين أفراد الطائفة.
وقد لا تموت الشغالة مباشرة بعد فقد آلة اللسع وتبقى قادرة على الطيران وقد تعود إلى الطائفة غير أنها إذا شعرت بالموت فإنها تطير للموت بعيدًا عن الخلية.
وغالبًا فإن موت الشغالات دفاعًا عن النفس لا يكون كبيرًا بما يمثل 40 فردًا في مقابل 160000 فرد من مجموع الطائفة وبإستمرار تتكون أفراد جديدة تأخذ وظيفة الدفاع لتتابع عمل الشغالات تبعًأ للتدرج في العمر.
وقد رأينا ونحن نضع هذا الدليل للقائمين على إنتاج سم النحل لإستخدامه كمادة علاجية لها قيمة طبية عالية توضيح تركيب غدد إفراز السم والعوامل المؤثرة على كمية السم المفرزة ونوعيته وكذلك العوامل المؤثرة على سلوك الدفاع وشراسة النحل مع التعرض لطرق الإنتاج والعوامل المؤثرة عليه مع الأخذ في الاعتبار إلقاء الضوء على الخواص الطبيعية والكيميائية لسم النحل مع التنوية عن فعالية هذا المنتج في علاج الأمراض المختلفة وإن كان ذلك ليس هدفًا رئيسيًا بقدر ما هو إبراز لأهمية هذا المنتج المهم غالي الثمن وذو القيمة العلاجية العالية..
إعداد
أ.د. محمد عمر محمد عمر – أستاذ تربية النحل
أ.د. أحمد بن عبدالله الخازم الغامدي – أستاذ تربية النحل
سلسلة الدليل العلمي للنحال
كرسي المهندس عبدالله بقشان لأبحاث النحل
وحدة أبحاث النحل – قسم وقاية النبات
كلية علوم الأغذية والزراعة
جامعة الملك سعود
1432 هـ