القمل ناقل لحمى التيفوس الوبائي Epidemic Typhus Fever
ناقل حمى التيفوس الوبائي
القمل ناقل لحمى التيفوس الوبائي Epidemic Typhus Fever
Epidemic Typhus Fever
إن حمى التيفوس لا تقل أهمية عن الطاعون في عدد الضحايا من جراء تفشيه في السنين الغابرة، وقد كانت هذه الحمى نقمة في عدة حروب، وفي أوقات السلم أيضًا، وكثيرًا ما تفشت في الجيوش والبواخر والسجون، وقد كان آخر وباء مريع لهذه الحمى أثناء الحرب العالمية الأولى عندما أصابت الحمى ما يقرب من العشرين مليونًا، مات منهم حولى الـ ثلاث ملايين نسمة، وفي السنين الأخيرة قل الخطر فالحالات في العالم كله تراوحت بين 10.000 – 20.000 سنويًا مع بضعة مئات من الوفيات أكثرها من قارة أفريقيا.
فترة حضانة حمى التيفوس الوبائي
فترة حضانة حمى التيفوس 12 يومًا تقريبًا، وتبدأ أعراضه بالحمى الشديدة مع صداع والشعور بالغثيان والإصابة بالدوار، ثم بعد ذلك تتدهور حالة المريض الذهنية والعقلية ويدخل في حالة من الشرود والزهول، بعد عدة أيام يبدأ ظهور بقع ونمش تحت الجلد على الجذع، تستمر الحمى حوالي الأسبوعين، ويموت المريض من الحمى والإنهاك والتعب أو يبدأ بالتماثل للشفاء بصورة بطيئة.
حمى التيفوس أقل شدة بين الأطفال، فيشتد المرض أكثر في الفئات العمرة الأكبر وأيضًا يشتد مع سوء التغذية، فنسبة حالات الوفاة بين الكهول تقارب الثلاثون بالمائة.
Reckettsia Prowazepi هو المسبب لمرض حمى التيفوس الوبائي، ويعرف بإسم الركتسيا، ويعتبر هذه الإسم العلمي هو تخليدًا لإثنين من العلماء الذين تمت إصابتهم بالمرض وفقدوا حياتهم نتيجة الأبحاث التي قاما بها على هذه المرض.
عند تغذية حشرة القمل على دماء شخص مصاب بحمى التيفوس فإن الركتسيا تنتقل مع الدم إلى معدة القملة، ثم تدخل الخلايا الطلائية لجدار المعدة، وبعدها تنتفخ هذه الخلايا وتنفجر محررة “الركتسيا” بأعداد كبيرة، ثم بعد ذلك تخرج أعداد كبيرة مع براز القملة.
هل تُصاب حشرة القمل وتتأثر بحمى التيفوس؟
إن هذه العملية السابقة الذكر تؤذي القملة المصابة وتصيبها بالمرض حيث يتسرب الدم من المعدة إلى التجويف الجسمي فتظهر القملة المريضة حمراء، إن براز القملة الذي يكون رطبًا حال خروجه يجف ويتناثر بشكل دقائق صغيرة جدًا وسوداء، ويبقى البراز الحاوي كل الركتسيا معديا لمدة ثلاثة شهور على الأقل، تنتقل دقائق البراز هذه بواسطة الهواء مع الألبسة والأغطية. يمكن أن نعتبر وجود طريقتين لإنتقال العدوى أولهما يكون ذلك عن طريق الإستنشاق من قبل الأصحاء أو إذا لامست ووقعت على الأنسجة المخاطية الطلائية، والطريقة الثانية هي عن طريق الجروح والخدوش عندما تقع عليها دقائق البراز المحتوي على الركتسيا.
إن طريقة العدوى بهذا المرض تشبه تلك التي رأيناها في مرض جاغز ( مرض التريباتوسوما الأمريكي الذي تنقله حشرة البق) وقد تحدث العدوى أحيانا عند سحق القملة المصابة من قبل الإنسان أثناء الحكة والهرش المستمر نتيجة العض الذي تحدثه، ونلاحظ أن الركتسيا تؤدي إلى نفوق وموت عدد كبير من حشرة القمل أيضًا.