طرق الوقاية والمكافحة الحيوية والكيميائية للنيماتودا
تغطية التربة وحقنها بـ بروميد الميثايل Thomas D. ‘Tom’ Landis, USDA Forest Service, Bugwood.org |
طرق الوقاية والمكافحة الحيوية والكيميائية للنيماتودا
– من الضروري معرفة الروابط البيئية التي تؤثر في حياة وانتشار النيماتودا، وذلك قبل معرفة الطرق الفعالة في مكافحة وعلاج النيماتودا، فتعتبرعوامل النبات والتربة ودرجات الحرارة من العوامل الهامة والمؤثرة في نشاط النيماتودا.
العامل الأول- النبات:
– تعتبر النيماتودا المتطفلة على النبات من الطفيليات الإجبارية، مما يعني أنها لا تستطيع العيش والتكاثر إلا في تواجد العائل النباتي المناسب لها حيث تتغذى عليه وتنمو وتتكاثر وتكرر دورة الحياة، وفي غياب هذا العائل فإنها إما تموت أو تظل ساكنة في بعض الأجناس لحين توافر العائل.
– كذلك كمية ونوع الغذاء الذي يوفره العائل النباتي يؤثر على النمو والتطور وتكاثر هذه الآفة، كذلك فإن قابلية الصنف النباتي للإصابة من العوامل الهامة في مجال الهندسة الوراثية لإستنباط أصناف لها صفة المقاومة لهذه الآفات حيث لا تسمح هذه الأصناف بتكاثر النيماتودا عليها إلا بدرجة ضعيفة لا تؤثر في كفاءة النبات.
– توجد بعض النباتات لا تُعد عوائل للنيماتودا أو نباتات منيعة، حيث لا تستطيع النيماتودا التغذية عليها، وتُفيد مثل هذه النباتات في برامج المكافحة بإدخالها في نظام التتابع المحصولي أو الدورة الزراعية.
العامل الثاني- التربة:
– تُعد التربة الوسط البيئي لنيماتودا النبات، فعوامل التربة التي تؤثر في نشاط وتكاثر وانتشار النيماتودا كثيرة، فحرارة التربة من العوامل المؤثرة الهامة في هذا النشاط حيث أن معظم الآفات النيماتودية لها مدى حراري لا يقل عن 10°م ولا يزيد عن 40° م وتعتبر الدرجة المثلى للنشاط هي 20 إلى 30° م غير أنه توجد بعض الأجناس والأنواع التي تنشط في المناطق الأكثر برودة بينما توجد بعض الأجناس التي تنشط في المناطق الدافئة.
– تؤثرأيضًا رطوبة التربة على نشاط النيماتودا، وعمليات الفقس والتطور وتعتبر النيماتودا حيوانات مائية بطبيعة الحال حيث أن الجفاف يوقف نشاطها ويقتلها، ولابد من توافر الرطوبة والتهوية للمعيشة والنشاط، لذلك فإن جفاف التربة غير ملائم، كذلك فإن التربة الغدقة توقف نشاط النيماتودا بسبب نقص الأكسجين، غير أنه توجد بعض الأجناس التي تتحمل الجفاف مثل نيماتودا الحوصلات ونيماتودا السوق والأبصال، بينما توجد بعض الأجناس التي تعيش في التربة الغدقة مثل نيماتودا الأرز.
– قوام التربة له دور فعال في درجة تهوية التربة ومدى احتفاظها بالماء، وكذلك حركة النيماتودا المتجولة بين حبيبات التربة، وتعتبر التربة الرملية والخفيفة من أنسب الأراضي لإنتشار هذه الآفات وتكاثرها في حالة توافر العائل المناسب والرطوبة الكافية، لذلك فإن أراضي الاستزراع الحديثة وخاصة الرملية مناسبة جدًا لإنتشار النيماتودا، ويجب الحرص الشديد لمنع تلوث هذه الأراضي بمثل هذه الآفات الخطيرة والإبقاء عليها نظيفة خالية من التلوث.
– تُعد مكافحة النيماتودا من الأمور المهمة والضرورية متى وجدت بالأراضي الزراعية، وذلك لإنتاج محصول اقتصادي مربح، وتهدف عملية المكافحة إلى خفض الكثافة العددية في التربة إلى مستوى يقلل من الأضرار الناجمة على النبات، كذلك الإقلال من الأمراض المركبة التي قد تحدث نتيجة تواجد النيماتودا بالإضافة إلى إنتاج جيد وفير.
وتنقسم طرق علاج ومكافحة النيماتودا إلى العديد من الطرق تشمل:
طرق الوقاية من النيماتودا
1- الحجر الزراعي وهو يشمل إصدار التشريعات اللازمة لمنع وصول أو انتقال النباتات أو الأجزاء الخضرية كالعقل والدرنات والأبصال والشتلات والبذور الملوثة، ويكون الحجر الزراعي دولي بإتخاذ الإجراءات الصارمة بمنع دخول هذه المصادر من دولة إلى أخرى، وحجر زراعي محلي بعدم نقل هذه المصادر من منطقة إلى أخرى، ونذكر أن معظم الإصابات في الأراضي الجديدة والمستصلحة حديثًا حدثت نتيجة لعدم تطبيق الحجر الزراعي.
2- إجراءات النظافة بالتخلص من بقايا المحصول السابق، وجمع الحشائش وحرقها وعدم نقل أسمدة عضوية ملوثة أو بيتموس ملوث بالبيض واليرقات، كذلك يجب التأكد من مياة الري وفحصها، والتأكد من الأدوات الزراعية قبل استعمالها.
3- استعمال تقاوي نظيفة خالية من الأمراض ومعتمدة، حيث تنتشر بعض الآفات النيماتودية المهمة عن طريق البذور مثل نيماتودا السوق والأبصال، ونيماتودا البراعم والأوراق، هذا بالإضافة إلى الدور الخطر الذي تلعبه الشتلات والفسائل والكورمات في انتشار هذه الآفات.
زراعة الأصناف المقاومة للنيماتودا
– زراعة الأصناف المقاومة للنيماتودا، فالصنف المقاوم هو الذي يتحمل الإصابة ولا يتضرر إلا قليلًا ويعطي محصولًا عاليًا وإنتاج أصناف مقاومة في الوقت الحاضر وخاصة بإتباع أسلوب الهندسة الوراثية بنقل الجينات الخاصة بالمقاومة إلى الأصناف الحديثة، حيث يتوافر عدد من الأصناف النباتية المقاومة لأنواع معينة من النيماتودا حيث توجد أصناف نباتية من الطماطم والفلفل وفول الصويا والبرسيم الحجازي والعنب والتين لمقاومة بعض أنواع نيماتودا تعقدالجذور، كما توجد أصناف من البرسيم مقاومة لنيماتودا السوق والأبصال، كذلك بعض أصناف فول الصويا مقاومة لنيماتودا الحوصلات.
– وينبغي علينا ملاحظة ظهور سلالات جديدة من الآفة تعمل على كسر صفة المقاومة، وذلك ينشأ بتتابع زراعة هذه الأصناف عدة مرات متتالية في نفس الحقل ولذلك يجب اتباع دورة زراعية مناسبة بزراعة أصناف مختلفة وعوائل غير مناسبة للآفة.
الدورة الزراعية لمواجهة النيماتودا
– اتباع الدورة الزراعية الناجحة أو نظام التتابع المحصولي المدروس يفيد جدًا في برنامج المكافحة وخفض الكثافة العددية للنيماتودا والحد من أضرارها، حيث يتم زراعة محاصيل حولية من غير عوائل النيماتودا المناسبة أو عوائل مقاومة.
– تُعد الدورة الزراعية هامة جدًا في حالة النيماتودا المتخصصة أو شديدة التخصص، حيث أن إدخال محصول غير مناسب للآفة يعمل على حرمانها من الغذاء وبالتالي خفض كثافتها العددية في التربة وإيقاف نشاطها كما في نيماتودا الحوصلات.
الطرق الطبيعية لمكافحة النيماتودا
1- الحرارة:
وتعتبر من الطرق الناجحة في مكافحة النيماتودا حيث أن معظم ديدان النيماتودا تموت عند تعرضها لدرجة حرارة 50° م لمدة نصف ساعة، ويستخدم بخار الماء في معاملة التربة بالصوب والمشاتل، حيث يمر بخار الماء الساخن 80° م إلى 90° م خلال أنابيب مثقبة توضع على عمق 15 سم ولمدة نصف ساعة.
كذلك فإن غمر جذور الشتلات والأبصال في الماء الساخن على درجة حرارة مناسبة ولفترة زمنية محددة يعمل على قتل اليرقات دون الإضرار بالأنسجة النباتية وذلك كغمر جذور شتلات الموالح على درجة 45 إلى 50° م لمدة 10 إلى 25 دقيقة، والعنب 50 إلى 52° م لمدة 5 دقائق والفراولة على درجة 50° م لمدة عشر دقائق.
2- التعقيم الشمسي للتربة
وهو من الطرق المستخدمة حديثًا في المساحات المحددة كأرض المشتل أو الزراعات المحمية وذلك بتغطية سطح التربة بغطاء من البلاستيك الشفاف بعد حرثها جيدًا وتغطى لمدة 4 إلى 6 أسابيع حيث ترتفع الحرارة وخاصة في أشهر الصيف في التربة المعاملة وتكون كافية لقتل معظم الأطوار اليرقية وخاصة في الطبقة السطحية.
3- تبوير الأرض بعد حرثها لفترة زمنية
وهذا الإجراء من شأنه خفض الكثافة العددية للنيماتودا.
4- الخدمة الجيدة للتربة
يشمل ذلك إضافة الأسمدة العضوية وإزالة الحشائش وبقايا المحصول السابق وحرث التربة وتهويتها، وكل هذه العوامل تقلل من أعداد النيماتودا بالتربة وتخفض الكثافة العددية، كذلك فإن المخصبات العضوية والأسمدة المعدنية لها تأثير، حيث تعتبر اليوريا ونترات النشادر ونترات الجير لها تأثير مثبط للنيماتودا بالإضافة لإطلاقها لغاز الأمونيا القاتل للنيماتودا.
المكافحة الحيوية للنيماتودا
– تعتبر المكافحة الحيوية من أحدث الطرق المستخدمة حاليًا في مكافحة النيماتودا، حيث يتم استخدام الأعداء الطبيعية للنيماتودا في مكافحتها مثل بعض الفطريات أو البكتريا أو بعض المفترسات، وتعتبر الفطريات من الأعداء الطبيعية المهمة والمستخدمة في مكافحة نيماتودا تعقد الجذور ونيماتودا الحوصلات، ويتم حاليًا استخدام بعض هذه الفطريات على نطاق تجاري في مكافحة هذه الآفات، كذلك فقد دخلت بعض أنواع البكتريا في نطاق التجارب لإستخدامها في المكافحة الحيوية.
الأعداء الطبيعية للنيماتودا
فطر Arthrobotrys spp Gerald Holmes, Strawberry Center, Cal Poly San Luis Obispo, Bugwood.org |