على النقيض، فإن ألفية الأرجل تأكل في الأغلب الخشب أو الأوراق المتحلِّلة، وهي حيوانات أبطأ كثيرًا، كما أنها ليس لها مخالب سامة، وفي كثير من أنواعها تتعشق فلقات الجسم بعضها مع بعض لتسمح لها بالاندفاع خلال التربة أو النباتات المتعفنة وكأنها آلة قديمة بطيئة لدكِّ الحصون. ليس حقيقيًّا أن مئوية الأرجل لها مائة رِجْل، أو أن لألفية الأرجل ألف رِجْل، ولكن عندما نتحدث عن الأعداد، هناك بعض الغرائب غير المفهومة تمامًا. فمن العجيب أن لمئوية الأرجل دائمًا عددًا غير متساوٍ من أزواج أرجل المشي (لا يتضمن المخالب السامة)، وهذا يعني أنه بينما يكون لمئوية الأرجل عدد قليل من الأرجل مثل ٣٠ (= ٢ × ١٥)، أو عدد كبير مثل ٣٨٢ (= ٢ × ١٩١)؛ فإنه لا يوجد نوع به تمامًا ١٠٠ رِجل. وحتى في الأنواع التي يختلف فيها عدد العُقَل، فإن الأفراد تختلف دائمًا بمضاعف زوجين. وتتسم ألفية الأرجل بِسمة أخرى عجيبة؛ فعندما يُنظَر إليها من أعلى، يبدو أن لها زوجين من الأرجل لكل عقلة؛ مما يؤدِّي إلى الاعتقاد بأنه خلال التطور اندمجت أزواج من العقل لتكون (فلقات مزدوجة).

مئوية الأرجل أو الحريشة أو أم أربعة وأربعين أو المئينية (Centipede)  وهي طائفة من كثيرات الأرجل، وتمت تسميتها بهذا الإسم لإحتوائها على أرجل عديدة يتراوح عددها بين 20 إلى 300 رجل. مئوية الأرجل تنتشر في جميع أنحاء العالم، ويعتقد بأن هناك حوالي 8000 نوع من المئويات، تم تصنيف ووصف 3000 منها.

مئوية الأرجل من نوع Lithobius melanops

يشكل الجهاز الهضمي أنبوبًا بسيطًا، مع غدد هضمية متصلة بأجزاء الفم، مثل الحشرات، وتتنفس من خلال نظام القصبة الهوائية، عادة بفتحة واحدة على كل جزء من أجزاء الجسم، وتفرز فضلاتها من خلال زوج واحد من أنابيب مالبيجي.

احتضان البيض لمئوية الأرجل ( أم أربعة وأربعين – الحريشة) Centipede

وتُعد مئوية الأرجل / الحريش أم مثالية حيث أنها تحتضن بيضها من أسبوعين لثلاثة أسابيع وذلك بأن تلف جسدها حولهم لحين الفقس ثم تظل تحميهم عدة أيام حتى يخرجوا للعيش بمفردهم، وتبيض الأنثى من 15 إلى 30 بيضة، وتصل مئوية الأرجل لسن التزاوج في غالب الأنواع بعد 3 إلى 4 سنوات وتعيش لمدة قد تصل إلى 10 سنوات.

تفضل مئوية الأرجل / الحريش / أم أربعة وأربعين، الأماكن الرطبة والندية مثل المباني المبنية قرب الشواطئ، وتحت الأحجار، وأسفل أوراق الشجر، وغالبًا هذا الحيوان لا يتعرض للشمس ولا يخرج للصيد إلا في الليل لأنه يتعرض للجفاف الشديد عند خروجه في النهار، ولا يحتوي على طبقة شمعية تحمي جسده من الجفاف وتمنع تسرب السوائل منه بالتبخر.

صورة توضح تغذية مئوية الأرجل ( أم أربعة وأربعين – الحريشة) Centipede

يتغذى هذا الحيوان على الحشرات وديدان الأرض وما يكون أقل من حجمها من باقي الحشرات، والكبير منه يتغذى على السحالي وذلك بتخديرها بمساعدة الزوج الأول من الأرجل والذي يحمل بدوره غددًا سامة ومخدرة.

ويوجد حريش الأمازون العملاق كأحد أكبر الأنواع الموجودة في العالم، ويصل طوله إلى أكثر من 30 سم، ويقوم بإفتراس السحالي والعصافير والفئران وحتى الخفافيش . 

 تعد مئويات الأرجل من مفصليات الأرجل السامة لكن سميتها ضعيفة غير قاتلة كلسعة النحلة، ولكنها مؤلمة وينتج عنها تورم في مكان اللسع، ولكنها قد تكون قاتلة للأطفال وكبار السن، وذلك إذا كانت من النوع الكبير.

ـ في الصين وكذلك في تايلاند وكمبوديا، يتم حفظ المئويات الكبيرة في الخمر لفترة من الزمن، ويُزعم أن هذه العادة هي جزء من الطب الصيني التقليدي، ويقال أن استهلاك الخمور مع حريش مغمور فيه كمشوب خاص له فوائد طبية ومُنشطة.

– حذر شاعر بوذي تبتي في القرن التاسع عشر رفاقه البوذيين وقال في أشعاره “إذا كنت تستمتع بإخافة الآخرين، فستبعث / تولد من جديد على هيئة مئوية أرجل” وذلك كناية عن الخوف الذي تسببه مئوية الأرجل للبشر بسبب شكلها وطباعها.