مرض الحمى الراجعة الوبائية  Relapsing Fever

تمت التفرقة والتمييز بين مرض الحمى الراجعة الوبائية ومرض حمى التيفوس الوبائي في عام 1840م، وتم إكتشاف مسبب المرض في عام 1870م، وطبقًا لطريقة العدوى فإنه من النادر أن تصيب قملة واحدة أكثر من انسان واحد، وإنتشار مرض الحمى الراجعة يتشابه إلى حد التطابق مع طريقة إنتشار مرض حمى التيفوس الوبائي، وأيضًا بدأ انخفاض عدد الحالات المصابة بهذا المرض بالمثل كما هو الحال مع التيفوس الوبائي.

أعراض مرض الحمى الراجعة الوبائية

رغم أن مرض الحمى الراجعة الوبائية هام جدًا إلا أنه لا يمثل الخطورة كالخطر الذي يمثله التيفوس على البشر، وأثناء تفشي الأوبئة أثبتت الدراسات أنه لم تتجاوز نسبة الوفيات عن 10% من مُجمل الإصابات.

مدة الحضانة للحمى الراجعة الوبائية من أربعة إلى ثماني أيام، إرتفاع في الحرارة مع صداع شديد، ظهور نمش وبقع حمراء وهذا هو وجه التشابه مع التيفوس

، إلا أنه تنخفض الحرارة بعد أسبوع ويتماثل المريض للشفاء، مع وجود ألم في القلب، وربما تحدث إنتكاسة للمرض ولكن تصبح أقل حدة من الإصابة الأولى.

المرض يصيب الإنسان فقط وينتشر في فترات الأوبئة، وفي المناطق الأكثر فقرًا وعوزًا مما يترتب عليه عدم النظافة الشخصية كعامل مساعد على تفشي الحشرات الطفيلية كالقمل.

المسبب لمرض الحمى الراجعة الوبائية هو البكتريا الحلزونية من جنس Borrelia، وهذه البكتريا الحلزونية أقسام مختلفة، منها ما يعيش حرًا، والآخر يعيش متطفلًا ويسبب الأمراض، والأشكال الطفيلية عادة أصغر حجمًا وتشمل أيضًا مسببات أمراض السفلس والبجل والبنتو.

الأنواع التي تعود إلى جنس البوريليا لها دورة حياة مزدوجة تتعاقب بين الحيوان المفصلي والحيوان الفقاري، كان القراد أو اللافقاريات المعيلة، ودخل القمل في الصورة فيما بعد.

كيف ينتقل الطفيل المسبب للحمى الراجعة الوبائية؟

تتغذى حشرة القمل على دم الإنسان المصاب وتأخذ معها البكتريا، والكثير من هذه البكتريا يتم هضمه في معدة الحشرة؛ ولكن جزءً منها ينجو من الهضم ويعيش ويثقب جدار معدة الحشرة وينفذ إلى التجويف الجسمي في حوالي 6 أيام من عملية الإصابة، تظل البكتريا في التجويف الجسمي طوال حياتها وتكاثرها، ولا يوجد لها فرصة للخروج، وأيضًا لا تسبب أي ضرر أو مرض لحشرة القمل، ولا تتمكن البكتريا من الخروج والوصول إلى مُعيل فقاري جديد إلا بعد سحق جسم القملة، وهذا بالفعل ما يحدث عند قتل الإنسان للقملة وسحقها بين أظافره أو بأسنانه كما يفعل الإنسان البدائي ، ومن هنا تتم الإصابة للإنسان عن طريق تغلغل ونفاذ البكتريا من خلال النسيج الطلائي المخاطي أو عن طريق الجروح الناتجة من الحكة.

ونوضح هنا أنه لا يتم إنتقال هذا المرض عن طريق براز الحشرة كما في مرض التيفوس الوبائي، وإنما ينتقل عن الطريق الذي تم ذكره في الفقرة السابقة.

 المراجع