منشور مخاطر استخدام المبيدات المنزلية
تعتبر المبيدات الكيماوية ذات منافع كثيرة للإنسان وبيئته عند استخدامها بطريقة صحيحة وخاصة في الدول النامية حيث تستخدم في مكافحة الآفات والمسببات المرضبة علاوة على زيادة الإنتاج الزراعي ووقاية المزروعات والغابات، إلا أن الاستخدام غير الرشيد والسيء لها وعدم الدراية الكافية بتأثيراتها السامة يؤدي إلى حدوث تأثيرات عكسية قد تصل إلى الموت، كما أنها تؤثر على الحياة البرية وخاصة عند تراكم المبيدات ذات الثبات العالي في السلسلة الغذائية.
وفي بادئ الأمر لم يكن هناك وعي كافٍ لأخطار المبيدات على صحة الإنسان والحيوان والبيئة، إلا أن الاهتمام بهذا الموضوع بدأ بعد صدور كتاب الربيع الصامت عام 1962م ومن بعده كتاب المبيدات والطبيعة الحية. ومن الثابت أن مركبات الكلور العضوية مثل DDT تبقى في البيئة لسنوات عديدة وتذوب في المواد الدهنية ولذا فهي تتجمع وتتراكم في الأنسجة الدهنية لدى الإنسان والحيوان وتدخل في السلسلة الغذائية فتزداد متبقياتها في الكائنات الحية حسب تدرجها في السلسلة الغذائية، أما مبيدات الفوسفور العضوية والكاربامات فلها تأثيرات خطيرة على صحة الإنسان والحيوان نظرًا لتأثيرها على الجهاز العصبي، فضلًا عن أن سمية بعضها مرتفعة جدًا، وفي السبعينات من القرن العشرين بدأ تصنيع مركبات البيروثرويدات (البيرثرينات المصنعة) والتي تتميز بأنها تؤثر على أنواع مختلفة من الحشرات وانخفاض سميتها للثدييات وسرعة تحللها، إلا أنها تؤثر على الحشرات النافعة والضارة في الوقت نفسه.
ويعتقد عدد من العلماء أن الاستخدام المكثف للبيريثرويدات قد ساهم في الاخلال بالتوازن البيئي بين بعض الآفات الحشرية وأعدائها الطبيعية الأمر الذي أدى إلى التكاثر لهذه الآفات، وفي عام 1973م صدر أول قرار بمنع استخدام مبيد DDT في الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا ومن المفارقات أن السويد التي منحت جائزة نوبل للعالم موللر على اكتشافه فاعلية مبيد DDT كانت أول دولة تمنع استخدامه ثم تلا ذلك إيقاف عدد كبير من مبيدات الكلور العضوية، الفوسفور العضوية والكاربامات والبيروثرويدات نظرًا إلى خطورتها، فضلًا عن أن بعضًا منها قد يسبب أمراضًا سرطانية، أما الوضع في البلدان النامية فإن عددًا من المبيدات المظورة لا تزال تستخدم في العديد من هذه البلدان، وفي السنوات الأخيرة زادت مخاطر المبيدات مع زيادة استخدامها في الزراعة والصناعة والمنازل والجهات الحكومية بسبب سميتها المرتفعة مُسببة أمراضًا خطيرة وأحيانًا الموت.
إعداد
أ . د / خالد أحمد عثمان
أستاذ سمية المبيدات
إصدار
مركز الأبحاث الواعدة في المكافحة الحيوية والمعلومات الزراعية